نبذة تعريفية عن الشهيد محمد الصديق بن يحيى
من هو الشهيد محمد الصديق بن يحيى:
محمد الصديق بن يحيى شهيد الدبلوماسية الجزائرية ومهندس اتفاقيات إيفيان، لقبته جريدة "باري ماتش" بثعلب الصحراء لما أظهره من قدرة على الجدل والإقناع، من الدبلوماسيين القلائل الذين أنجبتهم الجزائر، فقد كان من الرجال الذين صنعوا للجزائر سمعتها الدولية ونجحوا في الدفاع عن القضايا العادلة، قال عنه الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد: "لو كان لي 6 أشخاص مثل بن يحيى لجعلت من الجزائر قوة إقليمية" واصفا فقدان وزير خارجيته بأنه خسارة لذراعه الأيمن، وقال عنه رضا مالك «السياسي المحنك»، أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط فوصفه بالرجل المتواضع يمثل دولة رصينة.
ولد محمد الصديق بن يحيى بشارع سي الحواس بقلب مدينة جيجل، بتاريخ 30 جانفي 1932، تحصل على شهادة الليسانس في الحقوق بجامعة الجزائر، ينتمي إلى عائلة معروفة بجيجل فوالده من أعيان المدينة.
انضم قبل الثورة إلى حركة الانتصار للحريات الديمقراطية عام 1951، انسحب منها لكنه بقي متصلا بمناضلي الحزب، كما شارك في تأسيس الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955 رفقة أحمد طالب الإبراهيمي ولمين خان، كان من المنظمين لإضراب الطلبة الجزائريين عن الدراسة والتحاقهم بصفوف جبهة التحرير الوطني يوم 19 ماي 1956، كما قام بتمثيل جبهة التحرير الوطني في مؤتمر الشباب المنعقد بباندونغ سنة 1955.
عين عضوا في المجلس الوطني للثورة، وعضوا في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1960، ثم مديرا للديوان برئاسة الحكومة المؤقتة عام 1960، وشارك في المفاوضات الجزائرية الفرنسية خلال الفترة 1960 - 1962، فأدى دورا كبيرا في التأثير على مسارها، وقد أعجبت بحنكته الشخصيات الفرنسية المشاركة في المفاوضات حتى لقبته صحيفة «باري ماتش» الفرنسية بثعلب الصحراء، لما أظهره من قدرة على الجدل والإقناع.
كان يراجع قراءة محاورات اتفاقيات إيفيان ويعيد تصحيحها لينير الطاقم الذي حاور المستعمر من أجل استرجاع حقوق الجزائريين قبل وبعد الاستقلال، كان يعرف بنود الإتفاقية جيدا كونه ساهم بجزء كبير في صياغة نصوصها.
عين سفيرا بموسكو، لندن، ووزيرا للإعلام في 22 أكتوبر 1966، كان أول منظم لمهرجان إفريقيا عام 1969، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي من 1970 حتى 1977، ثم وزير المالية من 1977، ووزيرا للخارجية عام 1979 إلى غاية وفاته.
مسار الفقيد حافل بالإنجازات عايش كل مراحل الثورة حتى الاستقلال، ونجح في تحرير الرهائن الأمريكيين ال52 الذين كانوا محتجزين في السفارة الأمريكية بطهران لمدة 444 يوما سنة 1981.